في إطار الدينامية التنموية التي تشهدها المملكة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين، ومساهمة في النهضة الثقافية والفنية التي تعرفها المملكة المغربية بما يخدم قيم الانتماء والوطنية، وباعتبار الفن جزء لا يتجزأ من هذه الحركة التنموية وركيزة أساسية في غرس القيم الوطنية والجهوية الثقافية للمجتمع ارتأت دار الفنان أن تنظم مهرجانها الفني الثقافي واختارت له اسم “ألوان الشرق” إيمانا منا بأهمية الفن بألوانه المختلفة وأصنافه المتنوعة وذلك لكونه لوحة فنية قادرة على المساهمة في الازدهار، وتأتي هذه القناعة من منطلق أن الفن يعكس صورة الشعوب وبمرآته يمكننا أن نعكس تقاليدنا ومعتقداتنا ونكشف عن خبايا تراثنا للآخرين.
مهرجان ألوان الشرق ليس مختلفا عن باقي المهرجانات الفنية الأخرى التي تقام بالمملكة، غير أن خصوصيته التنظيمية تجعله مهرجانا متميزا ومنفردا، وذلك لأن طبيعة اهتمامه ترتكز على المزاوجة بين الفن والتهيئة الحضرية للمدن، فهو يستهدف الساحات العمومية والمدارات الطرقية والأسوار التي تشكل واجهة لمنشآت ومؤسسات عمومية، إذ يستهدف بذلك تحسين هذه المواقع والمنشآت بمنظور فني خالص يجمع بين الأصالة في الإيحاء واستلهام مظاهر التراث المحلي والمعاصرة في توظيف اللون والمزج بين الفنون، كما يستهدف هذا المهرجان المساهمة الفاعلة في تطوير مدن الجهة بما يخدم هويتها الثقافية وتراثها اللامادي المتنوع، ناهيك عن استهدافه تزيين الفضاءات بمجسمات تحتفي بمميزات المنطقة وخصوصياتها طيلة العام وليس لفترة محدودة كما هو الشأن في باقي المهرجانات الأخرى، إنه احتفال مستمر بالفن والجمال.
إن مهرجان ألوان الشرق الذي اختار لدورته الأولى شعار “الفن العمومي جسر للتنمية”، إيمانا بأن القنطرة الصحيحة والسبيل المستقيم للتطور والنمو هو الفن والثقافة، وبدونهما فإن التنمية تظل ناقصة ومفتقدة لحسها الجمالي وبعدها التراثي، وبذلك يصبح الفن مساهما في الاقتصاد المحلي من خلال استقطابه السياح المحبين لما يسرهم والباحثين عن مظاهر الجمال في اللوحة والصورة والمجسم.